لم نكن لنعلم من قبل أن السينما يمكنها أن تلقى بظلالها إلى هذا الحد على متلقيها لكننا بتنا الآن على يقين أن السينما لسلاحٍ ذو حدين فإما أن يكون تأثيرها إيجابي كأن ترصد بعض الظواهر السلبية وبيان إنها سلبية ولن نقدمها في صورة البطولة، وإما أن تكون إيجابية فتكون بذلك بمثابة القدوة لكل مشاهديها.
لكن ما حدث مع فيلم إبراهيم الأبيض الذي قام ببطولته الفنان احمد السقا شيء يندى له الجبين حيث كما سبق ورصدنا في فرفش أن هناك شاب مصريقام على الفور وبمجرد مشاهدته لهذا الفيلم ومغادرته لدار العرض بشراء سلاح ووقف في منطقته (حي دار السلام) ليؤكد للجميع انه اصبح "إبراهيم الأبيض نسخة دار السلام" ليس هذا فحسب فالأمر لم يتوقف عند حد الكلام بل واقتباسا اكثر لشخصية إبراهيم الأبيض قام هذا الشاب الذي لم يتجاوز السنوات الأولى بعد العشرين بقتل أحد أصدقائه في مثل سنة والسبب هو إبراهيم الأبيض!!القاتل اجتماعيا ونقديا بالتأكيد هذا الحادث ليس فنيا بل ينم عن خطر اجتماعي داهم يحاصرنا بسبب أفلام العنف التي باتت ظاهرة في السينما المصرية ولا نعرف إلى أي مدى ستضر بنا هذه الظاهرة. سؤال من فرفش وجهنا إلى أستاذه علم الاجتماع الشهيرة عزة كريم التي أكدت أن هذا الحادث من الظلم أن ننظر له كظاهرة لان حدث فردي طارئ ولكن ينم على أن شبابنا بات في خطر يهدد جانبه، فهذا الشباب إما أن يكون عاطلا عن العمل أو غير سوى اجتماعيا أو نفسيا فلا أظن أن إنسان طبيعي يمتلك مقومات الآدمية أن يقبل على فعل هذه الفعلة الوحشية والتحقيقات بالتأكيد ستثبت ذلك. من جانبه أشار الناقد الكبير لويس جريس متفقا مع الدكتورة عزة بشأن عدم وضع هذا الحادث في دائرة الظاهرة لأنه لم يرق لذلك على الإطلاق ولكن فنيا دعونا نتفق أن فيلم إبراهيم الأبيض كان مبالغ جدا في مناظر دمويته ومشاهد قتل غير مبررة ومستفزة لا نعرف سبب لها على الإطلاق فقضية البلطجة لا من مانع في مناقشتها لكن مناقشتها بمصداقية فهل هناك شاب مثل إبراهيم الأبيض موجود بيننا وكيف عجزت الشرطة عن القبض عنه، علينا إعادة النظر فيما تقدمه السينما لأننا نخاطب أجيال بها والسقا يعتبره الكثير من الشباب قدوه لهم. من جانب فرفش أجرينا اتصالا بالنجم احمد السقا فاكتفى بالقول أن تساؤلنا يشعره بالذنب لذا يمتنع عن الإجابة عنه. الشارع المصري ثائر
|
هذا الحادث ليس فنيا بل ينم عن خطر اجتماعي داهم يحاصرنا | وحول ردود فعل الشارع المصري فيما حدث أكد احمد كامل (رسام كاريكاتير) أن ما حدث يدعو للدهشة فكلنا كشباب نشاهد أفلام عنف ودماء ورعب لكننا في النهاية نعي إنها تمثيل ومشاهد ليست حقيقية لذا فاشك أن القاتل مختل عقليا.أما يمنى سعيد فأوضحت أن الحادث استفزها جدا ولم تصادف عن حادث مشابه لذلك خاصة وان السينما المصرية عمرها طويل وكم من أفلام اكثر عنف من إبراهيم الأبيض لكننا لم نتأثر بها نفسيا. أما سامي خليفة (معد برامج ومخرج) فقد ارجع ما حدث إلى سلبية الفيلم وان رسالة السقا في تقديمه لإبراهيم الأبيض كانت سلبية جدا خاصة وان السقا قدوه للكثيرين من الشباب وعليه فيما بعد إعادة النظر فيما يقدمه. يشاركه الرأي محمد إسماعيل الذي أضاف أن الفيلم بالفعل كان سلبيا ولا يوجد به شيء يدعو لان نصدقه وبالتأكيد السقا يشعر بالذنب لان دورة السلبي أدى لجريمة قتل. سارة إبراهيم كان لها رأي مختلف حيث قالت أن القاتل بالتأكيد كان لدية نية ما فعله ووجد في الفيلم فقط حافزا له أي أن قصة الفيلم نفسها ليست السبب بل السبب في نفس هذا الشاب الغير سوية. أخيرا أكد إبراهيم مسعود (علاقات عامة) أن مبالغة السقا في هذا الفيلم بالطبع هي السبب فلا يوجد على ارض الواقع ما حاول السقا تقديمه لذا فوجد القاتل مأربه في تقديم شيء غير موجود على ارض الواقع أو انه يحاول لفت الأنظار إليه بأي شكل من الأشكال لذا لجأ إلى هذه الحيلة. شاب يقلد أحمد السقا ويقتل صديقه!!!.
إبراهيم الابيض.. القصّة الواقعية المثيرة للجدل!!
|